هدايا الغرباء .. ؟؟
إن الشاغل الأول للثقافة الشعبية يتمثل في تحقيق أكبر قدر من التلاحم والتواصل بغض النظر عن كثير من الأخطاء الإجتماعية,إن أي مجتمع يدفع الناس نحو التوحد الشكلي بسبب الصندوق الذي تضعهم فيه والمملوء بالتحيزات والأهواء وبالمعايير الغير علمية وغير موضوعية,والوحي جاء ليخرج أفذاذا من الناس من صناديقهم الثقافية ليقوموا بعد ذلك بكسر المنطق الشكلي الذي يشعر به سكان الصندوق لكن هذا لا يكون بغير ثمن,فالعلم أخرج إبراهيم عليه السلام من التبعية لأبيه ليصبح هاديا له ومرشدا والثمن الذي يدفعه مثل هؤلاء هو ما يلاقوه من اضطهاد وقتل وإيذاء وطرد من الديار.......
حين تغادر بلدك بجسدك فإنكون أمام فرصة حقيقية للتخلص من كل المفاهيم والضغوط الإجتماعية الخاطئة والتي يتشبع بها كل ألئك المقيمين في ذلك الوطن وتتاح لهم تلك الفرصة التي تجعلهم يمتلكون فضيلة التأبي والتمييز بين الصواب والخطأ إنه الانفصال العقلي والروحي الناتج عن الامتلاء بالهدى الرباني إن مثل هذا الإنسان سيشعر في كلتا الحالتين سواء في بلده أو في غير ه بالغربة والعزلة وسيواجه ضغوطا وأزمات لا يجدها أولئك المقيمين في أوطانهم المشتغلون بلقمة يومهم الفاقدون للتميز قال عليه السلام (بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)حين تغترب ببدنك أو بعقلك ومشاعرك فإنك ستضع نفسك على رأس طريقين أن تعيش على الهامش تجتر آلام الغربة وتبكي الوحدة وتذكر السلبيات والمساوئ التي حلت بك أما الطريق الثاني فهو أن تنطلق من نعمة الخروج من الصندوق والتحرر من قيود الاستكانة لما هو سائد وطاغ وحينئذ ستشعر أنك تملك ما لايملكه غيرك من ثقوب النظر على الرؤية من زوايا مختلفة وأن بإمكانك أن تكون صاحب رسالة تعيش بها ومن أجلها وبهذيكون للغربة بشقّيها معنى وميزة فأمة الإسلام غريبةبين الأمم فكيف يمكن لها أن تقدم هداياها للناس؟ وما طبيعة تلك الهدايا؟
في ظل الاتصال العالمي وسيطرة العولمة أخذت مشكلات العالم شرقا وغربا في التجانس والتشابه فحاجة الإنسان في الغرب على المستوى الروحي والعقلي والأخلاقي لا تبتعد كثيرا عن حاجات مسلم يعيش في الشرق لكنه ضعيف الإلتزام وغارق في شؤونه اليومية فمن المهم أن نعرف ماذا نهدي لهم وما الذي لا نستطيع إهداءه وما الذي يحتاجونه ألئك الذين سنقدم لهم هدايانا؟
من الواضح أننا بإمكاننا وأوضاعنا الحالية أن ننشيء دورة حضارية عالمية ذات صبغة إسلامية لكن في إمكان المسلم المتميز أن يقدم لأمة الإسلام أشياء مهمة إذا عرف أن الغربة تعني التفوق والتقدم على الصفوف وليس الضعف والعزلة إن العالم اليوم بحاجة لمن يدله على طريق الهداية وهذا يحملنا مسؤولية كبرى لأننا نملك فعلا ما العالم في أمس الحاجة إليه هنا ]اتي دور الغرباء وهنا يتجسد جهادهم العقلي والروحي والسلوكي على كل مغترب فينا أن يقدم الفكر الجديد أن يزاحم الناس ويقتحم عزلتهم بالحب والعطاء الذي أوجده الله فينا هذا الحب الرباني الذي أهدانا نعمة الإسلام وتفضل به علينا أفنبخل به على أخوان لنا في الله هل تستطيع أن تفكر للحظة ما هو هدفنا في هذه الحياة ؟ ولنتذكر معا أولئك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين هاجروا وتركو الأهل والمال ومنهم مصعب بن عمير الذي ترك الترف والرفاهية وهجر المباديء الضالة وسعى في بلاد الله ليكون سفيرا للإسلام فلم يتقاعس ولم يشكو غربته بل أنشأ ونشر الخير الذي حمله أمانة ليوصله إلى العقول التائهة وليسير بهم إلى بر الأمان نسأل الله أن يجعل من غربتنا هوية قادرة على بعث حركة ريادية داخل أمة الإسلام كي نرى الأمة وقد أصبحت القوة العظمى التي تقوم بالدور نفسه على مستوى العالم فهذا ما نرجوه ونطمح إليه .والحمد لله رب العالمين
آخر مواضيعه
إن الشاغل الأول للثقافة الشعبية يتمثل في تحقيق أكبر قدر من التلاحم والتواصل بغض النظر عن كثير من الأخطاء الإجتماعية,إن أي مجتمع يدفع الناس نحو التوحد الشكلي بسبب الصندوق الذي تضعهم فيه والمملوء بالتحيزات والأهواء وبالمعايير الغير علمية وغير موضوعية,والوحي جاء ليخرج أفذاذا من الناس من صناديقهم الثقافية ليقوموا بعد ذلك بكسر المنطق الشكلي الذي يشعر به سكان الصندوق لكن هذا لا يكون بغير ثمن,فالعلم أخرج إبراهيم عليه السلام من التبعية لأبيه ليصبح هاديا له ومرشدا والثمن الذي يدفعه مثل هؤلاء هو ما يلاقوه من اضطهاد وقتل وإيذاء وطرد من الديار.......
حين تغادر بلدك بجسدك فإنكون أمام فرصة حقيقية للتخلص من كل المفاهيم والضغوط الإجتماعية الخاطئة والتي يتشبع بها كل ألئك المقيمين في ذلك الوطن وتتاح لهم تلك الفرصة التي تجعلهم يمتلكون فضيلة التأبي والتمييز بين الصواب والخطأ إنه الانفصال العقلي والروحي الناتج عن الامتلاء بالهدى الرباني إن مثل هذا الإنسان سيشعر في كلتا الحالتين سواء في بلده أو في غير ه بالغربة والعزلة وسيواجه ضغوطا وأزمات لا يجدها أولئك المقيمين في أوطانهم المشتغلون بلقمة يومهم الفاقدون للتميز قال عليه السلام (بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)حين تغترب ببدنك أو بعقلك ومشاعرك فإنك ستضع نفسك على رأس طريقين أن تعيش على الهامش تجتر آلام الغربة وتبكي الوحدة وتذكر السلبيات والمساوئ التي حلت بك أما الطريق الثاني فهو أن تنطلق من نعمة الخروج من الصندوق والتحرر من قيود الاستكانة لما هو سائد وطاغ وحينئذ ستشعر أنك تملك ما لايملكه غيرك من ثقوب النظر على الرؤية من زوايا مختلفة وأن بإمكانك أن تكون صاحب رسالة تعيش بها ومن أجلها وبهذيكون للغربة بشقّيها معنى وميزة فأمة الإسلام غريبةبين الأمم فكيف يمكن لها أن تقدم هداياها للناس؟ وما طبيعة تلك الهدايا؟
في ظل الاتصال العالمي وسيطرة العولمة أخذت مشكلات العالم شرقا وغربا في التجانس والتشابه فحاجة الإنسان في الغرب على المستوى الروحي والعقلي والأخلاقي لا تبتعد كثيرا عن حاجات مسلم يعيش في الشرق لكنه ضعيف الإلتزام وغارق في شؤونه اليومية فمن المهم أن نعرف ماذا نهدي لهم وما الذي لا نستطيع إهداءه وما الذي يحتاجونه ألئك الذين سنقدم لهم هدايانا؟
من الواضح أننا بإمكاننا وأوضاعنا الحالية أن ننشيء دورة حضارية عالمية ذات صبغة إسلامية لكن في إمكان المسلم المتميز أن يقدم لأمة الإسلام أشياء مهمة إذا عرف أن الغربة تعني التفوق والتقدم على الصفوف وليس الضعف والعزلة إن العالم اليوم بحاجة لمن يدله على طريق الهداية وهذا يحملنا مسؤولية كبرى لأننا نملك فعلا ما العالم في أمس الحاجة إليه هنا ]اتي دور الغرباء وهنا يتجسد جهادهم العقلي والروحي والسلوكي على كل مغترب فينا أن يقدم الفكر الجديد أن يزاحم الناس ويقتحم عزلتهم بالحب والعطاء الذي أوجده الله فينا هذا الحب الرباني الذي أهدانا نعمة الإسلام وتفضل به علينا أفنبخل به على أخوان لنا في الله هل تستطيع أن تفكر للحظة ما هو هدفنا في هذه الحياة ؟ ولنتذكر معا أولئك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين هاجروا وتركو الأهل والمال ومنهم مصعب بن عمير الذي ترك الترف والرفاهية وهجر المباديء الضالة وسعى في بلاد الله ليكون سفيرا للإسلام فلم يتقاعس ولم يشكو غربته بل أنشأ ونشر الخير الذي حمله أمانة ليوصله إلى العقول التائهة وليسير بهم إلى بر الأمان نسأل الله أن يجعل من غربتنا هوية قادرة على بعث حركة ريادية داخل أمة الإسلام كي نرى الأمة وقد أصبحت القوة العظمى التي تقوم بالدور نفسه على مستوى العالم فهذا ما نرجوه ونطمح إليه .والحمد لله رب العالمين
آخر مواضيعه
